في اليوم العالمي للشباب العربي

يطل علينا الثاني عشر من أغسطس في كل عام كيوم عالمي ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ اختارته الأمم المتحدة كحال كثير من الأيام التي اتخذتها أياماً عالميا لمناصرة قضايا بعينها وهذا اليوم هو يوم للفت الانتباه وتسليط الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية والقانونية والسياسية والاجتماعية الخاصة بالشباب، ولعل المفارقة الأولى في هذه المناسبة هي أن كثيرين من الشباب من طلاب الجامعات والجالسين في المقاهي والعاملين في حقول الإنتاج لا يعلمون عن هذا اليوم سوى حدث عابر في مواقع التواصل الاجتماعي، والمفارقة الثانية هي أن هذا الحدث لا يغدو كونه يوماً يحتفي به نخبة من الشباب في أفخم القاعات أو الساحات مع مؤسسات الأمم المتحدة وشركائها، هذا حال  العديد من الانظمة العربيه.

ان منتدى القوميين العرب يولي اهتمامه  في قضايا الشباب العربي في الوطن العربي وهي قضايا متجددة ومتزايدة لا تكفي كل أيام السنة لتناولها، دعك من يوم واحد، بل نحتاج في الوطن العربي لمبادرات كبيرة وأفكار إبداعية تستثمر الطاقات وتوظف الإمكانات وتشحذ الهمم وتطور القدرات، ولعلنا في حضرة اليوم العالمي للشباب نقول إن هناك ثمة قضايا يجب العمل عليها:

السياسات العامة للشباب:

هي القضية الأولى والأبرز وهي في أولى الاهتمامات  في النظام الداخلي لمنتدى القوميين العرب وفي اهتمام الامانه العامه وكافة المكاتب والفروع للمنتدى  ،  ان منتدى القوميين العرب يعول كثيرا على الشباب العربي ،  هم الآن قادة الحراك والتغيير الاجتماعي بصورة أكبر من أي وقت مضى، وهذا يتطلب  مراجعة وإعداد صياغة القوانين والتشريعات والاستراتيجيات والخطط الخاصة بالشباب بما يتناسب مع هذا الدور الطلائعي لهم ويواكب احتياجاتهم، ويتطلب هذا الدور إشراك أكبر عدد من الشباب من مختلف فئاتهم في تحليل البيئة لتحديد الفرص ونقاط القوة والضعف، وكذلك تحديد وسائل تنفيذ هذه السياسات والاستراتيجيات، ونحن في منتدى القوميين ابوابنا مفتوحه  للجميع  ونسعى جاهدين للاهتمام في الشباب واستنهاض هممهم  لمعرفة أدوارهم والحقوق والواجبات التي تمنحها لهم والسياسات والتشريعات الخاصه بهم.

الشباب هم الحاضر وكل المستقبل، وآمل أن يكون اليوم العالمي للشباب هو وقفة للمؤسسات التي تهتم أو تعمل في الحقل الشبابي للمراجعة ما بين ما تم وما لم يتم في هذه القضايا وغيرها من القضايا.

البناء الثقافي والاجتماعي:

القضية الثانية والتي تمثل اهميه كبرى في سياسات منتدى القوميين العرب  الثقافه وبث الوعي في صفوف الشباب وهناك هاجساً كبيرً بين الإفراط والتفريط والغلو والتطرف ولعل كثيرين من الشباب يعيشون غربة داخلية وصراعا نفسيا ما بين الواقع وما يريدون،  ونسعى عبر كافة مواقع ومنابر مؤسسات المنتدى الى  التوعية والتطوير وننشئ في سبيل تحقيق هذا الهدف مراكز التدريب وبناء القدرات إلا أن هناك عدداً وافراً من الشباب يعيش هذا الاغتراب وهناك تزايد مخفي في نسبة التعاطي للمخدرات بمختلف أشكالها ومسمياتها، وهذا ما يتطلب من الجهات المختصه في المنتدى اعداد برنامجاً موسعاً لتنمية ثقافية واجتماعية تساهم في بناء جيل عربي واعي ومدرك مدركة لقضاياها الاجتماعية والسياسية وقادرعلي التخطيط السليم للمستقبل.

التنمية الاقتصادية:

القضية الثالثة وهي ايضا من ضمن اهتمامات منتدى القوميون العرب وهي أن الشباب العربي محتاجون ومساهمون، محتاجون باعتبارهم طاقات ومورد بشري هام يتطلب بيئة توفر التمويل وفرص العمل وتشجع ريادة الأعمال وتعزز للابتكار، ومساهمون ببناء مشروعات التنمية الاقتصادية الصغيرة الخاصة بالإنتاج والإنتاجية وتحويل نمط المجتمعات من مستهلكة إلى منتجة، وكذلك مساهمين بإبداعاتهم وابتكاراتهم وتحويلها إلى مشروعات رائدة.

الشباب هم الحاضر وكل المستقبل، ونأمل  أن يكون اليوم العالمي للشباب بمثابة يوم ننطلق من خلاله لنولي الشباب اهتماماتهم وتلبية احتياجاتهم  وندعوا إلى  وقفة للمؤسسات التي تهتم أو تعمل في الحقل الشبابي للمراجعة ما بين ما تم وما لم يتم في هذه القضايا وغيرها من القضايا التي تخص الشباب العربي  وأن نسارع الخطى لبناء مستقبل أفضل لشباب الوطن العربي فهم املنا في تحقيق ما لم نحققه لوحدة اقطار الامه العربيه هم وبلا شك  الاجيال القادمه التي يعتمد عليها للتغيير وتحقيق حلم الوحده العربيه الكبرى .

منتدى القوميين العرب

تحريرا في 12/8/2021